تقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات، قبل التقائه بنهر البليخ بنحو 10كم في الضفة نفسها. وموقع المدينة عقدة لطرق المواصلات البرية والنهرية بين الشامية والجزيرة، وبين الشام والعراق. تبعد عن مدينة حلب 190كم، وعن دير الزور من الشرق 140كم. وقد هيَّأ هذا الموقع لمدينة
الرقة دوراً تجارياً وزراعياً وحضارياً كبيراً عبر التاريخ. يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث توضَّحت معالمها في موقع تل البيعة توتول الذي يبعد 2كم من البليخ، وكانت توتول معاصرة لدولة يمحاض الحلبية ودولة ماري العمورية. وكانت ميناءً مهماً على الفرات أُعِدَّ لبناء السفن.
باب بغداد
هو من أهم الآثار التي مازالت قائمة في سورية، ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية على السور الخارجي، وعرض الواجهة 7.57م، بارتفاع 5.20م، محاذياً لبرج متَّصل بالسور، وفتحة الباب بارتفاع 2.5 م، تعلوها قنطرة ذات قوس مكسور. وعلى جانبي الباب، حنيتان زخرفيتان، ويعلو هذه الواجهة أفريز عريض مؤلَّف من صفين من الحنيات السفلى، تتلوها أقواس نصف دائرية. والحنيات السفلى تعلوها أقواس مفصصة ثلاثية، ويحيط بالأفريز إطار بارز. وينفتح الباب من الداخل إلى دركاه ضمن صيوان بعمق متر كانت تعلوه قبة.
قصر البنات
ثمة بناء مهم يطلق عليه اسم قصر البنات، قائم في الجهة الشرقية الجنوبية من الرافقة وضمن أسوارها، لم يبقَ منه إلا الأطلال الضخمة، يعود إلى القرن الثاني عشر كما يرى هرزفيلد الذي زار القصر في العام 1907م وأعدَّ له مخططاً، ويبدو أنَّ الأطلال في ذلك الوقت كانت أكثر ارتفاعاً بما يقرب من عشرة أمتار.
لقد ابتدِئ بأعمال التنقيب والترميم في هذا القصر ضمن نطاق المشروع الاستثنائي في الرقة. ومنذ العام 1976، تأكَّد من خلال دراسة الخزف الذي عثر عليه، أنه يعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر؛ أي إلى العصر الأيوبي، وهذا يؤكِّد ما جاء على لسان المؤرخين؛ أنَّ هذا القصر لم يسكن بعد العصر الأيوبي، ومن المؤكَّد أنه هجر بعد حريق هائل شبَّ فيه. يتألَّف هذا القصر من باحة مركزية تطلُّ عليها أواوين أربعة، ويفتح في الجنوب مدخل رئيسي يقابله في أقصى الشمال صالة خلفها حجرة إلى جانبيها حجرتان، وتطلُّ الصالة على باحة ورواقين، ويمتدُّ القصر شرقاً وغرباً تحت الشوارع القائمة، ولم تكتمل عمليات الكشف لهذا السبب. لقد أصبح القصر واضح المعالم بعد أن أعيدت الجدران والفتحات والأروقة إلى وضعها الأصلي.
قصور الرقة
على بعد ثلاثة كيلو مترات، وفي الشمال من باب بغداد، تمَّ الكشف عن آثار ثلاثة قصور، أطلق على أحد هذه القصور اسم قصر المعتصم 219ـ228هـ/833 ـ 842م، وهو قصر كبير المساحة يبلغ طوله 168 متراً وعرضه 74 متراً، وفي الجهة الشمالية يقع مدخله الرئيسي المؤلَّف من ثلاثة أبواب مدعمة بأبراج نصف دائرية، ويتقدَّم القصر حديقة كبيرة تقع في القسم الشمالي من القصر.
متحف الرقة
في العام 1981 تمَّ افتتاح متحف الرقة الأثري والشعبي في بناء السرايا القديم، وكان معدَّاً للهدم، فقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بإيقاف هدمه وترميمه وإعداده ليكون متحفاً يضمُّ آثار محافظة الرقة التي تمَّ الكشف عنها بجهود مجموعات من المنقِّبين العالميين والمحليين.
يتألَّف البناء من طابقين، وعند مدخل المتحف نجد لوحة فسيفسائية جميلة تعود إلى القرن الخامس عشر ميلادي عثر عليها في حويجة حلاوة في محافظة الرقة.
وزُيِّن البهو الكبير في الطابق الأرضي بلوحات فوتوغرافية لأهم مواقع الآثار في سورية، كما خُصِّص في هذا الطابق جناح للآثار القديمة وجناح آخر للآثار من العصور الرومانية والبيزنطية، مع جناح للفن الحديث.
أما الطابق الأول، فلقد خُصِّص للعصور العربية الإسلامية، منها خزف الرقة وزخارف قصور الرقة الداخلية، وهي إطارات جصية بارزة وتيجان وعقود حجرية وجرار فخارية.
وفي الطابق نفسه، قسم يتعلَّق بالتقاليد الشعبية في الرقة، عرضت فيه خيمة بدوية مع جميع مشتملاتها من أثاث وأدوات مع تمثالين لبدويين من الرقة مع مشاهد صناعة الخبز والغزل وحاجيات الخيول، وقد حفظت في المتحف جميع المكتشفات الأثرية المعدَّة للبحث والدراسة من قبل العلماء.
قلعة جعبر
تقع في منطقة الجزيرة السورية على الضفة اليسرى لنهر الفرات على بعد خمسين كيلو متراً من الرقة.
وتقوم القلعة على هضبة مشرفة على بحيرة الأسد 1974. وهي قلعة ذات سورين يضمَّان عدداً من الأبراج تزيد على خمسة وثلاثين برجاً، بعضها مضلّع والبعض نصف دائري. وأكثرها مهدم أو زائل. وفي وسط القلعة مسجد بقيت منه مئذنة. وتضمُّ أيضاً عدداً من المباني لم يبقَ إلا أثرها. (3) تنسب القلعة إلى جعبر سابق القشيري، أخذها منه السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان 379هـ/ 986م. ويقال إنَّ القلعة كانت مسبوقة بقلعة أنشأها دوسر غلام النعمان بن المنذر، ملك الحيرة، قبل الإسلام. ولقد تمَّ ترميم مداخل القلعة التي أصبحت فوق جزيرة ضمن بحيرة سد الفرات، مفتوحة للزيارة. ولقد تم ترميم مداخل القلعة التي أصبحت فوق جزيرة ضمن بحيرة سد الفرات، مفتوحة للزيارة.
تقع قلعة جعبر اليوم على جزيرة تكوَّنت بعد الغمر وسط بحيرة الأسد التي تكوَّنت بعد بناء سد الفرات، وتبلغ أبعادها 320م×170م ويحيط بها سوران. وفي وسط القلعة شُيِّد الجامع، ومازالت مئذنته شامخة بعد أن تمَّ ترمميها. وفي أقصى الجنوب مازال هناك برج تمَّ ترميمه وحوّل إلى متحف لآثار القلعة. وأصبح يضمُّ الاكتشافات التي تمَّ اكتشافها في القلعة وفي منطقة الغمر من أوانٍ وكتابات. وبعض الآثار المنقولة التي عثر عليها في القلعة نقلت إلى متحف حلب