عدد المساهمات : 218 تاريخ التسجيل : 28/07/2010 الموقع : لبنان
موضوع: عيد العمال الإثنين مايو 02, 2011 4:01 pm
قصة الأول من أيار عيد العمال العمالي
عام 1886 هو العام الذي أعلن حوالي 350 ألف عامل أميركي في الأول من أيار الإضراب العام تحت شعار ثماني ساعات عمل « ثماني ساعات نوم ، ثماني ساعات راحة « وتعتبر بريطانيا أول دولة تشهد محاولات للتنظيم النقابي ، بصفتها الدولة التي تفجرت على أراضيها الثورة الصناعية في أوروبا في القرن الثامن عشر وقد ظل التنظيم النقابي ممنوعاً في بريطانيا حتى العام 1824 بعد أن سمح به فإن القانون الانكليزي لم يعترف رسمياً بالنقابات حتى العام 1875 م أما المحاولات الأولى لإنشاء أول منظمة نقابية في بريطانيا فقد كانت العام 1831 عندما تأسست « الجمعية الوطنية لحماية العمال » وبعد ذلك في العام 1934 تأسس على يد روبرت أوين.
« النقابة الموحدة الوطنية العظمى» ومنذ ذلك الحين بدأت تنتشر في أوروبا فكرة إنشاء النقابات للدفاع عن مصالح العمال ،لكنها في أوروبا فكرة إنشاء النقابات للدفاع عن مصالح العمال ولكنها كانت تجابه بقمع الشرطة ففي فرنسا ظل التنظيم النقابي ممنوعاً حتى عام 1884 أما في إيطاليا فإن الإضراب عن العمل ظل ممنوعاً حتى 1889 وفي ألمانيا سمح فقط للعاملين في مجال الصناعة بالانتماء النقابي تحت شروط كثيرة ومختلفة وفي الولايات المتحدة ورغم السماح للنقابات بالعمل فقد ظل القانون الأميركي لايتعامل مع النقابات حتى نهاية القرن التاسع عشر وقد دعت الأممية الأولى في مؤتمر جنيف العام 1866 العمال إلى النضال من أجل عمل من 8 ساعات ( 8 ساعات عمل ، 8 ساعات راحة ونوم ، 8 ثقافة وتعليم ) وقد وجدت هذه الدعوة صدى واسعاً لدى عمال الولايات المتحدة في الثمانينات وفي العام 1884 ، دعت منظمة فرسان العمل الأمريكية إلى تطبيق يوم العمل من 8 ساعات بدءاً من السبت الأول من أيار عام 1886 الذي عمت فيه الإضرابات والمظاهرات خصوصاً في المناطق الصناعية مما أغضب السلطات وأثار غضبها ، وكانت مدينة شيكاغو أكثر المناطق التي شهدت تظاهرات ضخمة مطالبة بتحديد يوم عمل من ثماني ساعات ، وعلى أثر نجاح الإضراب دعا عمال شيكاغوا إلى تمديد الإضراب يومي 3/5 و4/5/1886 حيث دعي لاجتماع سلمي في » هاي ماركت « إلا أنه تعرض لقمع السلطات الأمريكية التي فتحت النيران على العمال بحجة قيام العمال بإطلاق النار على الشرطة . مما أدى إلى مقتل أكثر من /200/ عامل واعتقلت الشرطة عدداً من القادة النقابين حكمت على ثمانية منهم بالإعدام وسجنت البقية لسنوات تراوحت بين 3 سنوات و15 سنة ، وقد نفذ فيهم حكم الإعدام في 11/11/1887 وكان » أوجست سبايس « قد أطلق قبل إعدامه كلماته المشهورة : سيأتي اليوم الذي يصبح فيه صمتنا في القبور أعلى من أصواتنا . وبالفعل فإن أحداث أيار 1886 ، أصحبت في كل عام بمثابة صرخة مدوية لعمال العالم تدعوهم للوحدة من أجل الدفاع عن حقوقهم وانتزاع المكاسب لهم للعيش بكرامة وإنسانية ، وعلى إثر المجزرة التي حدثت في أيار 1886 ، فقد دعت الأممية الثانية العام 1889 إلى اعتبار الأول من أيار يوماً عالمياً للعمال ، يرمز إلى تحركهم ونضالهم من أجل حقهم في العمل والراحة والثقافة والتعليم ، وحددت الأممية الثانية الأول من أيار 1890 يوماً لبدء الاحتفال بالمناسبة ومنذ الأول من أيار 1890بدأ العمال في دول أوروبا المختلفة الاحتفال بالمناسبة ، ثم انتشرت الاحتفالات إلى مختلف دول العالم حتى أصبح الأول من أيار رمزاً لوحدة العمال يوماً يشعرون فيه بانتصاراتهم وقد استطاع العمال في مختلف دول العالم جعل الأول من أيار عيداً رسمياً مدفوع الأجر ، ماعدا الولايات المتحدة التي تعتبر عيد العمال أول يوم اثنين من أيلول من كل عام ، في محاولة لكي تنسي العمال المجزرة التي ارتكبتها الشرطة بحقهم قبل أكثر من مئة عام والتي اضطرت في عام 1893 إلى إعادة النظر بها ، وإعادة محاكمة القادة النقابيين والإفراج عما يبقى منهم على قيد الحياة وكل عام وعمالنا بالف الف خير