كنوز توت عنخ آمون عُثر عليها داخل مقبرة الملك الشاب عام 1922م. وتشمل أروع الموجودات كرسي الملك
توت عَنْخ آمون أحد فراعنة مصر من نحو سنة 1347ق.م وحتى مماته سنة 1339ق.م. ولم يكن لعهده أهمية، إلا أن الاهتمام بتوت عنخ آمون في العصر الحديث بدأ عام 1922م، عندما اكتشف مقبرته عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. لم تكن المقبرة قد فُتحت منذ أزمان قديمة، وظلت محتفظة بمعظم ما بداخلها من كنوز. وهي المقبرة الوحيدة لملك مصري قديم يتم اكتشافها دون أن تُمسَّ تقريبًا. انظر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
أصبح توت عنخ آمون ملكًا عند سن التاسعة تقريبًا، ولعله وجد الكثير من العون من وزيره آي. وقد اختلف العلماء الدارسون بشأن أقرباء توت عنخ آمون إذ يعتقد بعضهم أن توت عنخ آمون كان زوج ابنة الملك أخناتون، في حين يعتقد بعض آخر أنه كان ابن أخناتون وحفيد أمنحُوتب الثالث، بينما تقول فئة أخرى إن توت عنخ آمون وأخناتون كانا أخوين. كان الاسم الأصلي لتوت عنخ آمون هو توت عنخ آتون ومعناه صورة آتون الحية أو حياة آتون.
لقد جعل أخناتون الإله آتون إله مصر الأوحد على حد زعمهم وكان يريد من المصريين الكف عن عبادة كبير الآلهة آمون إله الشمس وغيره من الآلهة التقليدية. إلا أن كثيرًا من المصريين رفضوا آتون. وهكذا فإن توت عنخ آتون قد اتخذ لنفسه اسم توت عنخ آمون بعد أربع سنوات من تتويجه ملكًا، واسترجع لمصر ديانتها السابقة. انظر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ويعتقد المؤرخون أن توت عنخ آمون قد مات وعمره 18 عامًا تقريبًا ولكنهم غير متأكدين من سبب وفاته. وقد خلف آي توت عنخ آمون ملكًا، وأقام جنازةً لتوت عنخ آمون في وادي الملوك وهو مدفن رئيسي في مدينة طيبة. ثم خلف حورمحب ـ الذي كان قائدًا عسكريًا بارزًا ـ الملك آي وصار ملكًا لمصر. وقد دمّر هو وخلفاؤه من بعده كل النصب التذكارية التي بناها توت عنخ آمون التي شيدت تكريمًا له أو لأشخاص آخرين ممن قبلوا أن يكون آتون كبير آلهة مصر. وبسبب هذه الأفعال فإن القليل كان معروفًا عن توت عنخ آمون حتى ظهور الاكتشاف الذي حققه كارتر.
ظل كارتر ينقّب عن مقبرة توت عنخ آمون لمدة عشر سنين. وتوصل أخيرًا إلى حقيقة أن مدخل المقبرة توارى بسبب أنقاض الحفر عند مدخل مقبرة رمسيس السادس المجاورة وقد احتوت مقبرة توت عنخ آمون المكوّنة من أربع غرف على أكثر من خمسة آلاف قطعة، بما في ذلك أشياء جميلة النحت ومحلاّة بالذهب. كما وُجِد قناعٌ رائع من الذهب يغطي وجه المومياء الملكية وكتفيها.
ومن بين الأشياء التي تم اكتشافها صناديق وعروش وأسرّة ومناديل وأغطية من الكتان وملابس وقلادات وأساور وخواتم وأقراط، وكذلك أقواس، وسهام، وسيوف، وخناجر، ودروع، ومراوح من ريش النعام، وأبواق وتماثيل لتوت عنخ آمون وللعديد من آلهة المصريين، ومجسمات حيوانات، ونماذج من السفن، ومجموعة من اللعب وجِرار تحتوي على زيوت ثمينة. وكان قدماء المصريين يؤمنون بوجود حياة بعد الموت تسمّى الحياة الآخرة، ولهذا كانوا يدفنون معهم نفائسهم وأشياءهم العملية بغرض الاستفادة منها في الحياة الآخرة. ومعظم الأشياء التي تم العثور عليها في مقبرة آمون معروضة الآن في المتحف المصري بالقاهرة.
ولعل من أكثر الأشياء التي وجدت في المقبرة ـ إفادة بالمعلومات ـ تلك المفكرة التي عُثر عليها في مقبض مروحة الملك. حيث أشارت المفكرة إلى أن الملك الشاب كان يذهب للقنص في هليوبولس التي تقع بالقرب من مدينة القاهرة الحديثة. كما أن الرقاع الملصقة إلى جِرار النبيذ قد أعطت فكرة عن زمن فترة حكم توت عنخ آمون. وقد اشتملت المفكرة على صورٍ للملك وهو يصرع الأعداء الغرباء في المعارك. ولكن العلماء يرتابون في أن تكون تلك المناظر تصويرًا لأحداثٍ قد وقعت بالفعل